السبت، 9 يوليو 2016

مراجعة TMNT: Mutants in Manhattan

أكمل المقال
طوال دورة حياتها المستمرة لأكثر من 27 عام، حققت ألعاب Teenage Mutant Ninja Turtles نجاحات عديد وواجهت إخفاقات أكبر،ولكن رغم ذلك امتلكت اللعبة قاعدة جماهيرية كبيرة بفضل مسلسل الرسوم المتحركة والكوميكس، ونالت شهرة كبيرة في عالم الألعاب في الفترة التي حصلت “كونامي” على حقوق اللعبة  وتحديدا في إصدارات “جيم كيوب” وحتى الأجهزة المحمولة كمنصة Game Boy، ومنذ فترة ليست بالقصيرة تعود السلسلة بجزء جديد كل عامين تقريبا، تارة على الأجهزة الرئيسية وتارة للمنصات المحمولة والهواتف الذكية، إلا أن تولى استديو Platinum Games مهمة تطوير هذا الجزء كان له رد فعل إيجابي بين اللاعبين لما يمتلكه الفريق من باع طويل في الألعاب القتالية، وهو ما يدفعنا للتساؤل، هل حقا نجح فريق التطوير الياباني في مبتغاه؟ أم مازالت اللعبة تفتقد هويتها وأي جديد يمكن تقديمه لمنتظريها؟ هذا ما سأحاول سرده في السطور التالية بعد إنهاء القصة وتجربة الطور التعاوني لفترة طويلة في TMNT: Mutants in Manhattan.
في TMNT: Mutants in Manhattan يحمل اللاعب على عاتقه مهمة حماية “نيويورك” وسكانها مرة أخرى من خلال قصة مكونة من 9 مراحل تقدم العديد من الشخصيات المألوفة لدى محبي اللعبة والمسلسل الكرتوني، بداية من Shredder و Krang المستمران في مسعاهم لفرض سيطرتهم على شوارع نيويورك والتحكم في مصير سكانها ووصولا الى الأعداء الأقل سلطة أمثال Mousers و Footclan، وعلى اللاعب إستخدام مهارات “مايكل انجلو” ورفاقه بشتى الطرق الممكنة للتخلص من الأعداء عن طريق مهمات مكررة وسطحية في احداثها تتطلب حماية الأكشاك المخصصة لبيع البيتزا، أو إيقاف قنبلة على وشك الإنفجار، ولزيادة الأمر سوءا، يواجه اللاعب نفس الأعداء تقريبا ونفس السيناريو المكرر بشكل ساذج دون أي تغيير يذكر بإستثناء معارك الزعماء في نهاية كل مرحلة.

أحداث اللعبة السطحية والمكررة بشكل مبالغ فيه لم تكن مفاجأة بالنسبة لي ولكن الكارثة الحقيقية كانت في أسلوب اللعب الذي اعتمد في هذا الجزء على نظام hack n slash تحت إشراف استديو Platinum Games، الفريق الذي برع في الألعاب القتالية وقدم مغامرات سابقة لا تنسى، ولكن هنا اختفت لمسات الاستديو الشهيرة أو المعارك القتالية الملحمية التي وفرها في ألعابه السابقه، وستشعر أنك أما 4 شخصيات يؤدون نفس الغرض دون أي تغيير يذكر، فالحركات الأساسية متطابقة تقريبا باستثناء كون كل شخصية تستخدم سلاح مختلف ناهيك عن عدم تواجد أي وسيلة للدفاع أو صد هجمات خصومك سوى القفز، كما زاد الذكاء الإصطناعي الأمر سوءا من خلال المساعدات المبالغ فيها من الشخصيات الثلاثة الأخرى اثناء اللعب، مما جعلني أكتفي بالمشاهدة في الكثير من الأوقات مع عدم قدرتي على مواجهة أي عدو وجها لوجه بشكل منفرد.
الذكاء الإصطناعي المتدني لا يقتصر على رفقائك الثلاثة فقط، بل يمتد ليشمل صفوف الأعداء جميعا باستثناء الزعماء، فكل عدو أو خصم ستواجهة في أي مرحلة من مراحل اللعبة التسعة لن يقترب منك إطلاقا أو يبدأ الهجوم عليك إلا بعد أن تهاجمه أولا، حتى عندما طلب مني تفتيش مخبأ ما ومباغته المتحصنين بداخله، كنت اتوقف لعدة ثواني خلف الأعداء مباشرة دون أن يشعر أي منهم بوجودي منتظرا أي رد فعل عنيف تجاهي وهو ما لم يحدث كما لو اني في لعبة Stealth وليس أكشن.
قدم العنوان 9 مراحل تحتاج تقريبا إلى 6 أو 7 ساعات لعب لإنهائها، فترة زمنية قصيرة ستمر سريعا مع أي لعبة بقصة مشوقة واسلوب لعب مميز، ولكن في TMNT ستشعر وأنك قضيت أياما تحاول إنهاء العنوان بسبب التكرار المبالغ فيه، فمن المرحلة الأولى حتى الأخيرة ستستمر في مواجهة نفس الأعداء بنفس الأسلوب مع وجود فصيل أو اثنين جدد يظهران في منتصف الأحداث، حتى أن “أبريل أونيل” نفسها تستمر في ترديد نفس التعليمات مرارا وتكرارا كما لو أنها مسجل آلي يعمل بطريقة تلقائية مسببا إزعاج لا يمكن وصفه، وما زاد الطين بلة الأعتماد على الأكشن المباشر طوال الوقت دون وجود ألغاز أو مراحل العاب البلاتفورمر التي اشتهرت بها السلسلة في اجزائها السابقة.
معارك الزعماء التي يواجهها اللاعب في نهاية كل مرحلة هي أفضل شيء تطرقت له طوال فترة تجربتي للقصة، فكل زعيم يمتلك تصميم مميز واساليب قتالية مبتكرة مثل Bebop وRocksteady وهو ما أرغمني على استخدام استراتيجيات مختلفة والإستفادة من كل الأدوات التي أملكها، بعكس المعارك الأخرى التي اكتفيت فيها بضغط الأزرار بطريقة عشوائية ورغم ذلك حققت نتائج مبهرة، اما عند مواجهة الـBosses فالأمر مختلف في ظل قدرتهم على تجديد حالتهم الصحية 5 أو 7 مرات قبل أن تخار قواهم ويسقطون ارضا مما يعني صعوبة وتحدي أكبر من أي إشتباك أخر.
لحسن الحظ امتلكت الشخصيات الأربعة مهارات وقدرات خاصة تدعى Ninjutsu، مختلفة كليا عن أسلوب القتال والإشتباك الرئيسي وتعتبر خيار جيد يمكن الإعتماد عليه في احلك الأوقات لشن هجوم مدمر على الخصوم، كالقدرة على إبطاء الوقت والتخلص من الأعداء دون أن يدركوا ما حدث لهم، أو توزيع شرائح البيتزا على رفقائك لإستعادة حالتهم الصحية أو التعاون مع شخصية أخرى في تنفيذ هجوم مزدوج يستحيل إيقافه، تلك القدرات تحتاج الى فترة زمنية طويلة نسبيا قبل أن يتم إتاحة الفرصة للاعب لإستخدامها مجددا، وكأن هذا الأمر هو العامل السلبي الوحيد الذي سيؤثر على توازن المعارك والإشتباكات وليس النظام العقيم الذي استخدمه فريق Platinum.
في رآيي تمتلك اللعبة ميزتين فقط قد يدفعوا أي شخص لتجربتها، الأول هو معارك الزعماء، والثاني خاص بالرسوم والمؤثرات البصرية التي لائمت اجواء اللعبة بشكل رائع وتشبه القصص المصورة أو الأفلام الكرتونية بشكل كبير سواء في الشخصيات أو مظهر البيئات  نفسها التي وفرت إحساس دائم بالبهجة، ولكن هذا الأحساس لم يستمر طويلا بسبب تكرار تصميم المراحل نفسها مثل مرحلة الصرف الصحي التي اعتبرها بمثابة فيديو قصير يتم إعادة عرضه بشكل مستمر كلما ينتهي دون وجود أي هدف من ذلك.

بطبيعة الحال تلائم انماط اللعب التعاونية لعبة TMNT بشكل ممتاز في ظل وجود  4 شخصيات رئيسية يفترض أن لكل منهم اسلوبه الخاص، في Mutants in Manhattan تم التخلي عن الطور التعاوني عبر الشبكة المحلية نهائيا والإعتماد على طور تعاوني يدعم حتى 4 لاعبين عبر شبكة الأنترنت فقط، وعلى ذكر المساويء، إذا تطرقت للطور التعاوني مباشرة دون تجربة اللعبة بشكل فردي في البداية، لن تستطيع مشاهدة أي من المقاطع السينمائية إلا عند اللعب منفردا، ولكن في المقابل لم تعاني اللعبة من أي مشاكل في الإتصال في هذا النمط الذي يتيح لكل لاعب اختيار شخصية واحدة للتحكم فيها مع وجود ترتيب نهائي يوضح أداء كل شخص على حدة وترتيب عام من الأفضل للأسوء.
الأصوات ليست أفضل حالا في Mutants in Manhattan في ظل وجود سيناريو ملائم جدا ولكن للأطفال أقل من 10 سنوات، والأداء الصوتي المزعج لمعظم الشخصيات وتعليقاتهم السخيفة الغير مهمة ابدا وإذاعات الراديو التي لم تتركني وحدي إطلاقا مع تكرار نفس التعليمات بشكل مستفز سيجعلك اللاعب يفقد أعصابه رغما عنه.



التقيم :
القصه : 4/10
اسلوب العب : 5/10
الرسومات والاصوات : 4/10
التصميم العام : 4.5/10

التقيم النهائي : 4.5/10  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق